رؤية جديدة السودان

رؤية جديدة السودان

قناة رؤية جديدة
أهم الأخبار

تقرير : الفاشــر... هجمات الميليشيا الانتقـامية..!!

ناجية من حريق معسكر زمزم
ناجية من حريق معسكر زمزم


على مدار ثلاثة أيام حسوما، تواصل ميليشيا الدعم السريع المتمردة قصفها بالمدفعية الثقيلة، المسنود بهجوم بري بربري استهدف معسكري زمزم وأبوشوك، وكشفت الحصيلة الأولية عن سقوط ما لا يقل عن 450 شهيداً، يضاف إليهم إعدام 9 من العاملين في منظمة الإغاثة العالمية داخل مكاتبهم في معسكر زمزم، هذا فضلاً عن سقوط ألاف الجرحى والمصابين، حالة بعضهم حرجة، وأدى هجوم الميليشيا الغاشم إلى زحف عشرات الألاف نزوحاً نحو مدينة الفاشر سيراً على الاقدام، حيث ضاقت منازل الفاشر على سعتها عن استيعابهم، ليتم الدفع بهم إلى مراكز الإيواء والمدارس التي ضاقت هي الأخرى بهم، حيث يواجهون فيها ظروفاً إنسانية معقدة في ظل انعدام أبسط مقومات الحياة من غذاء وشراب ودواء، ويفترش بعضهم الثرى، ويلتحفون السماء، ويتقلبون تحت ظلال الأشجار ذات اليمين وذات الشمال هروباً من هجير الشمس.

حملات انتقامية:
الهجوم البربري المستمر على معسكرات النزوح في تخوم مدينة الفاشر ليس سوى حملات انتقامية من ميليشيا الدعم السريع في محاولات يائسة لتشفي غليلها جراء الهزائم الساحقة والمتلاحقة التي ظلت تتلقاها من القوات المسلحة والقوات المشتركة والقوات المساندة لها من المستنفرين، والمقاومة الشعبية، والمجاهدين، على تخوم مدينة الفاشر التي فشلت الميليشيا في اجتياحها عبر أكثر من 200 موجة من الهجمات المتكررة منذ أكثر من عام، تكبَّدت خلالها المتمردون خسائر فادحة في الأرواح والأنفس والمعدات، فكلما تجرّعت ميليشيا آل دقلو هزيمة مريرة من أبطال الجيش والقوات المشتركة والقوات المساندة لها، كلما صبَّت جام غيظها وغضبها على نازحي معسكري زمزم وأبوشوك، ومارسوا عنصريتهم البغيضة بإعمال القتل على أساس الجنس والنوع، ترسيخاً لمبدأ التطهير العرقي وإعمال الإبادة الجماعية التي يستهدفون بها إحداث التغيير الديموغرافي، بقتل وتهجير القبائل غير العربية، في مقابل استيطان عرب الشتات القادمين من بعض دول غرب أفريقيا.

أوضاع كارثية:
وكشف المتحدث الناطق الرسمي باسم حركة جيش تحرير السودان الصادق علي النور عن أوضاع كارثية يعيشها المواطنون جراء هذه التطورات الأمنية المتلاحقة، مناشداً الجيش بضرورة التدخل واستئناف عمليات الإنزال الجوي للمواد الإغاثية التي قال إنها غابت عدة أيام مما فاقم من الأوضاع الإنسانية، ووضع الصادق رسالة في بريد قيادة الجيش بضرورة التحرك الفوري والسريع لإنقاذ حياة حوالي مليون ونصف المليون شخص في الفاشر، بدعم قوات الفرقة السادسة مشاة، والقوات المشتركة والمساندين لها عن طريق متحركات الجيش التي قال إنها تحركت منذ فترة ولم تصل إلى الفاشر حتى الآن، محذراً من مغبة إعادة سيناريو الجنينة في شمال دارفور، وأكد الصادق أن نداء رئيس حركة جيش تحرير السودان، حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي يظل سارياً لجميع أبناء الشعب السوداني، وأبناء دارفور بصورة خاصة بضرورة تلبية النداء بأشكالٍ مختلفة، وزاد: "لا ينبغي لدارفور أن تقاتل وحدها" مشدداً على ضرورة مساهمة كل السودانيين في هذه المعركة الوجودية.

واشنطن على الخط:
تطورات الأوضاع الأمنية والإنسانية الكارثية والمتردية في الفاشر ومعسكري زمزم وأبوشوك، تصدرت العناوين، وضجَّت بها منصات التواصل الاجتماعي، ووجد الهجوم البربري لميليشيا الدعم السريع استنكاراً واسعاً من المجتمع الدولي وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية التي نددت بهذه الهجمات التي أسفرت عن مصرع العشرات، بينهم 9 من موظفي الإغاثة، وأعربت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان على حسابها بمنصة " إكس" عن "قلقها البالغ إزاء التقارير التي تفيد بشن قوات الدعم السريع هجمات على مخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين بشمال دارفور، وشددت على ضرورة حماية المدنيين بمن فيهم العاملون في المجال الإنساني، داعيةً إلى فتح ممرات إنسانية لتمكين وصول المساعدات الإنسانية وتوفير ممر آمن للمدنيين الفارين من العنف.

إدانة إماراتية هزيلة:
وفي محاولة منها لتبييض وجهها أمام الرأي العام العالمي، وتخفيف الضغط الذي تتعرض له جراء مثولها في قفص الاتهام أمام محكمة العدل الدولية بلاهاي في الدعوى المقدمة ضدها من الحكومة السودانية، أصدرت وزارة الخارجية الإماراتية بياناً هزيلاً لا يسمن ولا يغني من جوع تعمدت فيه عدم الإشارة إلى ميليشيا الدعم السريع التي نفذت الهجمات على المواطنين في معسكري زمزم وأبوشوك إضافة إلى مدينة الفاشر، وحرص البيان الإماراتي على المساواة بين ميليشيا الدعم السريع والجيش السوداني بذكر " جميع الأطراف" في محاولة خبيثة لتجريم القوات المسلحة، واستنكرت الخارجية الإماراتية الهجمات المسلحة على مخيّمي زمزم وأبوشوك قرب مدينة الفاشر في دارفور وعلى فرق وكوادر الإغاثة العاملة في المنطقة، والتي تسببت في مقتل وإصابة مئات من الأشخاص الأبرياء، مؤكدة أن استهداف موظفي الإغاثة يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي الذي يكفل حماية العاملين في القطاع الطبي وفرق الإغاثة والإنقاذ، وشددت على أهمية احترامهم وحمايتهم، وعلى ضرورة ألا يكونوا أهدافاً في الصراعات، ودعت الوزارة "جميع الأطراف" التي لا تضع أدنى اعتبار لحجم المعاناة التي يكابدها الشعب السوداني إلى احترام التزاماتها وفق القانون الدولي وإعلان جدة ووفق آليات منصة "متحالفون لتعزيز إنقاذ الأرواح والسلام في السودان - ALPS"، وضرورة اتخاذ خطوات فورية لحماية المدنيين، وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وبكافة الوسائل المتاحة ودون أية عوائق.

خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر يبقى استهداف معسكرات النزوح، والمواطنين داخل مدينة الفاشر من قبل ميليشيا آل دقلو الإرهابية، عملاً إجرامياً مفضوحاً لن يتوقف في ظل الإشارات والإيحاءات التي تصلها من داعميها من المحاور الإقليمية والدولية وفي مقدمتهم دولة الإمارات، وهو واقعٌ مرير يتطلب من القوات المسلحة والقوات المساندة لها، التحرك الفوري لفكِّ الحصار عن فاشر السلطان، وردع ميليشيا الدعم السريع التي ستستمر في انتهاكاتها، وارتكاب جرائمها دون أن يرفَّ لها جفن، ومن أمن العقاب، أسأ الأدب.٨خ