حراكٌ دبلوماسيٌ وأمني .. (بورتسودان في الزوووم)!!

تقرير : محمد جمال قندول
حِراكٌ دبلوماسيٌ وأمنيٌ كبير، تشهده العاصمة الإدارية المؤقتة "بورتسودان"، خلال اليومين الماضيين.
رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة، التقى أمس (الأربعاء)، المبعوث الخاص للمملكة المتحدة للسودان ريتشارد كراودر، كما التقى المبعوث السويسري سيلفان أستييه، وكذلك رئيس جهاز المخابرات العامة المالي موديبو كوني. وتأتي لقاءات الأمس بعد يومٍ من زيارة رئيس المخابرات المصرية للبلاد.
الحراك الدبلوماسي والأمني الذي تشهده درة البحر الأحمر يأتي في أعقاب تطورات مهمة بالمشهد السوداني، عقب انتصارات القوات المسلحة وتحرير العاصمة.
تصويب المواقف
وفي تصريحاتٍ صحفيةٍ، قال وكيل وزارة الخارجية السفير حسين الأمين: إنّ المبعوث البريطاني قدم تنويرًا ضافيًا حول "مؤتمر لندن" الذي يُعقد بشأن السودان.
وأشار الأمين إلى أنّ رئيس المجلس السيادي أوضح للمبعوث أنّ الشعب السوداني بحاجة لأن ينظر المجتمع الدولي لمعاناته جراء الانتهاكات التي تقوم بها ميليشيا الدعم السريع الإرهابية وداعميها.
وبحسب وكيل وزارة الخارجية، فإنّ البرهان دعا بريطانيا لتصويب مواقفها انطلاقًا من الروابط التاريخية التي تربطها بالسودان.
من جانبه، قال المبعوث البريطاني الخاص في تصريحاتٍ صحفيةٍ إنّ اللقاء يُعدُ فرصةً مواتيةً للدبلوماسية والحوار. وأضاف: أنّ ما قام به الجيش السوداني من انفتاحات خلال الأيام الماضية، سيفتح الباب أمام مرحلة جديدة للمواطنين، منوهًا للدمار الواسع الذي أحدثته الحرب.
وكان رئيس مجلس السيادة قد التقى أمس (الأربعاء) المبعوث السويسري الخاص للسودان سيلفان أستييه، بحضور وكيل وزارة الخارجية السفير حسين الأمين.
وقال المبعوث السويسري إنّ اللقاء تناول مخرجات اجتماع وكالات الأمم المتحدة بشأن الوضع الإنساني في الفاشر.
وأكد أستييه استعداد سويسرا لدعم رغبة السودان في استكمال مسيرة التحول الديمقراطي.
البرهان التقى كذلك مدير مخابرات جمهورية مالي، بحضور مدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، حيث نقل الضيف رسالةً شفويةً من الرئيس المالي أسيمي غويتا لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، تتعلق بالعلاقات الثنائية، وسبل دعمها وتطويرها وترقية التعاون المشترك بين البلدين في كافة المجالات.
مواقف واضحة
ويرى الخبير والمحلل السياسي د. الكباشي البكري أنّ لقاءات رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام لقوات الشعب المسلحة، تأتي في توقيتٍ مهمٍ جدًا، عقب تحولات محورية كبيرة جدا في خارطة الحرب في السودان ميدانيًا، من خلال انتصارات الجيش وحسمه للتمرد بولاية الخرطوم.
البكري أشار إلى أنّ الحراك الأخير ومقابلات رئيس مجلس السيادة الأخيرة مهمة وتصب في خضم تحولات سياسية كبيرة إقليميًا ودوليًا، ولاطلاع العالم على الانتهاكات التي تقوم بها الميليشيا في السودان في استهداف المنشآت المدنية وخدمات المياه والكهرباء والاتصالات، والتصفية على أُسُسٍ عرقيةٍ، وكلها تعد من جرائم الحرب.
ولكن محدّثي اعتبر أنّ المجتمع الدولي ممثلًا في دوله ومنظماته وكل آلياته وأذرعه، يجب أن تتسم مواقفه بالوضوح على جرائم ميليشيات آل دقلو منذ انطلاقة هذه الحرب، خاصةً وأنّ انتهاكات التمرد تضع المجتمع الدولي في محكٍ أخلاقيٍ حقيقي في التعامل الآن ومستقبلًا مع مثل هذه الأعمال التي تهدد السلم والأمن الدوليين.
وعطفًا على ما ذكره أعلاه، يؤكد الكباشي على أهمية لقاء رئيس مجلس السيادة "أمس" مع مبعوثي بريطانيا وسويسرا وتحميلهما رسائل واضحة وهادفة وبينة في مطلوبات وحلول الأزمة في السودان.
الخبير والمحلل السياسي د. الكباشي اعتبر بأنّ مجمل لقاءات رئيس مجلس السيادة "أمس" بمبعوثي المملكة المتحدة وسويسرا ورئيس جهاز المخابرات العامة المالي، هي بالضرورة لها ما بعدها خصوصًا أنّها تأتي قبيل انعقاد جلسة محكمة العدل الدولية وشكوى السودان ضد دولة الإمارات العربية المتحدة الداعمة للميليشيا وانتهاكاتها في السودان اليوم الخميس.