رؤية جديدة السودان

رؤية جديدة السودان

قناة رؤية جديدة
أهم الأخبار

حوار : سفير السودان بالسنغال عبدالغني النعيم عوض الكريم: لقد تعرضت بلادي لعدوان بشع ومخطط للإستعمار الإستيطاني

السفير  :عبدالغني النعيم
السفير :عبدالغني النعيم

أجرت الصحيفة الأولى بالسنغال(لوسولي- الشمس) حواراً مع سعادة السفير عبدالغني النعيم عوض الكريم سفير السودان لدى السنغال نشرته في عددها الصادر في يوم السبت الموافق 29 مارس 2025م، أدناه نص الحوار.

• *ما الذي يمكنكم أن تخبرنا به بشأن الوضع في السودان بعد سيطرة الجيش على القصر الرئاسي؟*

سبقت استعادة القصر الرئاسي في العاصمة الخرطوم انتصارات أخرى كبيرة ومهمة للجيش السوداني والذين يساندونه. وشملت هذه الانتصارات التي تحققت ضد الميليشيا الإرهابية المعروفة باسم قوات الدعم السريع، استرداد أجزاء كبيرة من وسط البلاد. وقد أصبحت الخرطوم الآن حرة، كما أعلن ذلك الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادي الإنتقالي. لقد انتصرت إرادة وعزيمة وحزم السادة رئيس وأعضاء المجلس السيادي والحكومة والجيش والأجهزة الأمنية السودانية والمقاومة الشعبية والشعب السوداني وهزموا المخطط الشيطاني لإحتلال واستعمار السودان قلب أفريقيا.

لقد انتصروا للقتلى وللنساء المغتصبات والأطفال وكبار السن والمعوقين وكل من تعرض لجرائم الإبادة والحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع الإرهابية بمساعدة مباشرة بالسلاح والعتاد والغطاء الدبلوماسي من حكومات بعض دول الإقليم ومن خارج القارة وذلك بغرض السيطرة على السودان وموقعه الاستراتيجي وموانئه وموارده من البترول والمعادن ومياهه وأراضيه الزراعية. لقد تعرضت بلادنا لعدوان بشع ومخطط للإستعمار الإستيطاني بأدوات الاستعباد والإبادة.

• *هل يمكن اليوم توقع محادثات سلام لإنهاء الأزمة في السودان؟*

بالرغم مما تعرض له الشعب السوداني من جرائم لا تحصى ولا تعد وبالرغم من الإعتداء المباشر على المواطنين العزل وممارسة الإبادة الجماعية في حق قبيلة المساليت في دارفور فقد ظلت أبواب حكومة وشعب السودان مفتوحة للسلام؛ ولقد حدد الرئيس الفريق أول ركن البرهان طريقة تحقيق هذا السلام إذ على المليشيا الإرهابية أن تضع سلاحها وأن يتم تجميع ما تبقى منها في معسكرات في مواقع محددة للنظر في كيفية التعامل معها وفقاً للأعراف المعتمدة التي تطبق في هذه الحالات من تسريح وتأهيل. لقد أعلن السيد الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان خارطة طريق لكيفية نهاية الفترة الإنتقالية والتي تتضمن حكومة مهام وطنية، لا تنتمي لأي تيار فكري أو سياسي، لإدارة شئون البلاد في الفترة الإنتقالية والتي تنتهي بإنتخابات حرة وشفافة. لقد وافقت حكومة السودان باكراً في مايو 2023م،على إتفاق جدة والذي كان من الممكن أن يضع نهاية للحرب التي فرضتها المليشيا. للأسف لم ترغب المليشيا في تطبيق هذا الإتفاق الذي كان تحت رعاية المملكة العربية السعودية. لقد توهمت المليشيا الإرهابية أنها قادرة على تحطيم السودان والذي يرجع تاريخه لأكثر من خمسة ألف سنة وله جيش مهني ظل متحداً وقوياً لأكثر من مائة عام. لقد ظنت هذه المليشيا أنها قادرة على أن تقيم حكومة عنصرية تعتمد على القبيلة بما في ذلك الإتيان بعناصر خارج البلاد وتدار بأسرة واحدة. للأسف هناك بعض الحكومات في المنطقة وخاصة الإمارات العربية المتحدة تشجع المليشيا الإرهابية على مواصلة اعتداءاتها ضد الشعب السوداني ومقدراته خاصة المستشفيات والجامعات والوزارات والبنية التحتية والمصانع والمزارع. أما حكومة تشاد فهي كذلك تساعد المليشيا بتمرير الأسلحة إلى داخل الأراضي السودانية وتسمح بإستخدام المسيرات من داخل أراضيها.

*•*هل* *نتجه نحو السيناريو الليبي بتشكيل حكومتين في السودان بعد توقيع ميثاق في نيروبي بين قوات الدعم السريع شبه العسكرية وحلفائها في السودان في الخامس والعشرين من فبراير الماضي لإدارة الأراضي الخاضعة لسيطرتهم؟*

كما ذكرت لكم فهذه محاولة فاشلة من قبل حكومة كينيا ومن يساندون الميليشيا الإرهابية. ما قامت به الحكومة الكينية ضد وحدة وسيادة واستقلال السودان، خرق واضح لميثاق الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والقانون الدولي، وهو تدخل غير مبرر في الشأن الداخلي السوداني. تصور لو أن حكومة السودان قد ردت بالمثل على هذه الإجراء وكذا الحال مع دول أخرى هذا سيشكل تهديداً للسلم والأمن الإقليمي ولقارتنا الأفريقية والعالم أجمع.

إن الشعب السوداني وحده من يقرر من يحكمه. وهذا ما أكدت عليه حكومات العالم، التي رفضت المؤامرة الكينية وحظيت حكومة السودان بمساندة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والعديد من المنظمات الإقليمية والشعوب المحبة للسلام.