اللواء متقاعد مازن إسماعيل” يكتب: من عجائب السودان ومِحن الجيران

من عجائب السودان ومِحن الجيران
اللواء (م) "مازن محمد اسماعيل"
٢١ أكتوبر ٢٠٢٣م
كما توقع الكثيرون .. تجري هذه الأيام مراسم (السماية الموسمية) لتغيير الإسم من قحت إلى القوى المدنية أو الجبهة المدنية، مع كامل الاحتفاظ بذات العناصر وجوقة المُستَتبَعين ، وهي خطوة تضيف إلى الفشل إثارة الملل .. يقول آلبرت آينشتاين قدّس الله سره: الغباء هو فعل نفس الشيء مرتين بنفس الاسلوب ونفس الخطوات وانتظار نتائج مختلفة.
جبهة الهيئات⬅️التجمع النقابي⬅️تجمع المهنيين.
التجمع الوطني⬅️قوى الإجماع⬅️قحت⬅️الجبهة المدنية.
أكثر من نصف قرن من الزمان ولا تزال هذه القوى عاجزة عن كسر السردية النمطية البائسة والمتكررة الفشل، والتي لم تجلب عليهم ولا على البلد خيراً .. تحالف طائفية متخلفة + يسارية بائدة + قومية عربية مضحكة + تكوينات عشائرية في ثياب قومية .. لا يجمعهم إلا أن كراهيتهم للحاكم (مهما اختلف شأنه) تزيد عن كراهيتهم لبعضهم البعض، وسنجد كل من سقط مُغاضباً عن سفينة الحُكم قد آوى إلى سفينتهم حتى لو كان هو مؤسْلِم الإسلاميين ومُكَوزِن الكيزان، فالقوم منهجهم المعارضة والاحتجاج حتى بعد أن يجلسوا على كراسي الحكم، حتى أن بعضهم لا يرضيه جلوسهم على مقعد السلطة بأنفسهم .. فيخرج عنهم جذرياً أو ديمقراطياً أو غير ذلك.
وكما أن الإله ضرورة وجودية للتنظيمات الإسلامية .. فإن وجود الكيزان قد أصبح ضرورة وجودية لهذه القوى المُتَكَلِّسة، فبدون حتمية وجود الكيزان (على وجه الحقيقة أو الوهم) .. لا مُشتركات ولا تحالف ولا هدف ولا مشروع ولا برنامج ولا خطاب سياسي ولا مبررات أو أعذار .. ولله في خلقه شئون.
تتعدد في العالم مدارس ومناهج إدارة الأزمات، وهناك من يعكفون على تطوير هذا الفن من علوم الإدارة، ويُعتبر أسلوب تصدير الأزمة من الأساليب السائدة في إدارة الأزمات، ومن المدهش الغريب أن نرى النظام التشادي يعمل جاهداً لاستيراد الأزمة السودانية!! وصدق عادل إمام حين قال: ده ربنا ليه حاجات يا جدع!!