د. ”محمد عثمان” يكتب: الموقف الأخلاقي لقحت المركزي من الدعم السريع

الموقف الأخلاقي لقحت المركزي من الدعم السريع
بقلم د. محمد عثمان عوض الله
يتحدث الرأي العام الداخلي والمحلي، عن الموقف الأخلاقي لقوى الحرية والتغيير، من الدعم السريع، ويدعي قادة قحت المركزي بأنها الوحيدة التي يحق لها الحديث عن ادانة الجرائم وتتهم الاخرين بأنهم هم من ارتكب الجرائم. أرجو أن أعدد جزئيا جانب من مواقف قحت المركزي التي تبين علاقتها بالدعم السريع:
1/ أليست هي ذات الحرية والتغيير التي وقعت (تحالف الدم)، مع المكون العسكري عبر الوثيقة الدستورية الاولى والوثيقة المعدلة ووزعا السلطة بينهما وحكما معا لمدة 3 سنوات؟
2/ أليست هي التي فجرت شعار: حميدتي الضكران الخوف الكيزان؟
3/ أليست هي التي قدمت حميدتي رئيسا لوفد الحكومة المفاوض للسلام؟ ورئيسا للجنة الإقتصادية ينوب عنه د. حمدوك؟ بل قدمته نائبا لرئيس مجلس السيادة ؟
4/ اليس قادة قحت، وجدي، خالد سلك، ابراهيم الشيخ، هم من تغنوا وتغزلوا في المواقف الوطنية للدعم السريع؟ وسوقوا له باعتباره المؤيد والمنقذ والوطني والغيور؟
5/ أليست حكومة قحت المركزي، عبر وزيرة ماليتها ولجنة تفكيكها، هي من شهدت بشرعية كل شركات الدعم السريع و أوجدوا لها الغطاء السياسي والقانوني لكي تتمدد وتوقع العقود داخليا وخارجيا بما في ذلك تهريب الذهب؟ بينما كانت هذه اللجنة تطارد حتى حُلى النساء وتصادره وتصادر حتى معاش أبنائهن؟ وتشهر بهن وتقدمهن الى المحاكم وتصورهن صور خاصة في المستشفيات؟
6/ أليست قحت المركزي هي من روحت أن حميدتي هو الراعي الجديد للديمقراطية، وأنه بمشروعية بندقيته وقع على الاتفاق الاطاري وانه حامي حمى الحكومة الجديدة؟ وأن البرهان وحده هو من يعيق مشروع (تحالف الدم) الجديد؟
7/ خلال فترة حكم تحالف الدم بين قحت المركزي والدعم السريع استطاع الجنجويد أن بعينوا الوزراء الذين يتبعون لهم وكبار موظفي الخدمة المدنية في كل مؤسسة خاصة بنك السودان المركزي، وان يشتروا الذمم لكثير من قادة الادارة الأهلية وللإعلاميين و ... الخ.
8/ أليست قحت من تبنت واقترحت وروجت أن لا يتم دمج الدعم السريع الابعد 10 سنوات؟ يكون خلالها خارج سلطات القائد العام للقوات المسلحة، ويعتبر خلالها جيشا نظاميا، موازيا للجيش القومي باعتراف دستوري؟ يتمكن خلالها من مضاعفة التسليح والتجنيد وبناء القواعد العسكرية وشراء الطائرات والبنوك والمزارع والأبراج ويسطو على مناجم الذهب، ويوقع العلاقات والاتفاقيات الداخلية والخارجية مع حفتر وفاغنر وإفريقيا الوسطى، والامارات ويمول حملات الرؤساء كما فعل مع كينيا واثيوبيا والنيجر ... الخ..
9/ بل ان قحت المركزي الى الان تريد المحافظة على الدعم السريع حتى بعد إدانته داخليا وعالميا على جرائمه وفرض العقوبات الامريكية عليه، وقتله والي غرب دارفور، وخطف النساء واغتصابهن، وقتل 6 الف مواطن من قبيلة المساليت، واحتلال 4 مليون منزل وطرد المواطنين منها.
10/ قحت المركزي الان تعترض على قرار حل الدعم السريع وتعترض على المطالبة بتصنيفه منظمة إرهابية وتطالب بالمفاوضات معه واشراكها هي في تلك المفاوضات، لمنحه ادوارا سياسية وعسكرية في مستقبل السودان.
بعد كل ذلك، أليست قحت المركزي هي وحدها من روجت لمشروعية الدعم السريع خارج ضوابط القوات المسلحة؟ أليست قحت المركزي هي من منحت الدعم السريع مشروعية ممارسة السياسة والتجارة والعلاقات الخارجية بمعنى أن يكون دولة داخل دولة، في الوقت الذي كانت فيه تطارد حتى الافراد وموظفين الخدمة المدنية والنساء؟
قحت المركزي تريد أن تبقى على الدعم السريع وتحتفظ بعلاقتها معه، وتمنحه المشروعية القانونية، وان يظل موازيا للجيش لمدة 10 سنوات، وفي نفس الوقت تتهم به الاخرين ولا تتحمل المسؤولية عن الجرائم التي يرتكبها وعن الخلل الذي يحدثه في هياكل الدولة.