ذكرى الإستشهاد.. ”سيد قطب” من الإلهام إلى الإعدام

ثمانية وخمسون عاما مضت على إعدام المفكر الإسلامي الكبير سيد قطب رحمه الله. لم تشفع اتصالات وتدخلات العديد من الزعماء (بمن فيهم الملك فيصل ملك السعودية، ورئيس العراق عبد السلام عارف) والمفكرين والشخصيات والهيئات العربية والإسلامية في إثناء الرئيس المصري عبد الناصر عن إعدامه، الذي نفذ في 29 أغسطس/آب 1966.
ربما مرَّ على شريط ذكريات كل من عبد الناصر وسيد قطب عند تنفيذ الإعدام ذلك اللقاء الذي تحول حفلا تكريميا، والذي أقامه ضباط ثورة 23 يوليو/تموز 1952 (التي أسقطت الحكم الملكي في مصر) لسيد قطب بحضور عبد الناصر نفسه وجمهور واسع من الضباط والدبلوماسيين والأدباء والمهتمين، في أغسطس/آب 1952 في نادي الضباط في منطقة الزمالك.
قال سيد في هذا اللقاء "إن الثورة قد بدأت حقا، وليس لنا أن نثني عليها، لأنها لم تعمل بعد شيئا يذكر، فخروج الملك ليس غاية الثورة، بل الغاية منها العودة بالبلاد إلى الإسلام..". ثم تابع سيد "لقد كنت في عهد الملكية، مهيئا نفسي للسجن في كل لحظة، وما آمن على نفسي في هذا العهد أيضا، فأنا في هذا العهد مهيئٌ نفسي للسجن أيضا، ولغير السجن، أكثر من ذي قبل"!!
وهنا وقف عبد الناصر وقال بصوته الجهوري "أخي الكبير سيد، والله لن يصلوا إليك إلا على أجسادنا، جثثا هامدة..".
إن طه حسين الذي كان يوما مسؤولا عن سيد قطب في وزارة المعارف قال في اللقاء التكريمي الذي أشرنا إليه أعلاه "إن في سيد خصلتين هما المثالية والعناد"، وبعد أن تحدث عن أثر سيد في ثورة يوليو 1952 ورجالها ختم كلمته بالقول "إن سيد قطب انتهى في الأدب إلى القمة والقيادة؛ وكذلك في خدمة مصر والعروبة والإسلام".
هذا الموقف كتبه شخص حضر الحفل، هو الأديب السعودي المعروف، مؤسس صحيفة عكاظ بعد ذلك، أحمد عبد الغفور عطار؛ ونشره في مجلة كلمة الحق، العدد الثاني، مايو/أيار 1967.
بعد 14 عاما صدقت توقعات سيد، وأُعدم بعد أن أمضى معظم ما تبقى من حياته في سجون "تلاميذه" من ضباط ثورة يوليو.
المصدر:الجزيرة نت