بيان …… الحزب الإتحادي الديمقراطي.. ذكرى أبو الشهداء ونداء إلى ولاة أمرنا بحتمية وضرورة وحدة الجهود

بسم الله الرحمن الرحيم
الحزب الإتحادي الديمقراطي
حرية الفرد - ديمقراطية التنظيم - حكم المؤسسة
ذكرى أبو الشهداء ونداء إلى ولاة أمرنا بحتمية وضرورة وحدة الجهود
مر علينا يوم ٢٦ من شهر اغسطس.. وهو اليوم الذي يوافق الذكرى الخامسة والخمسين لرحيل أبو الوطنية.. الزعيم الخالد السيد إسماعيل الأزهري.. والبلاد ترزح في الآلام والتفرقة والإسترزاق وعظم البلاء.. فذلك الصحن الصيني النظيف الذي ورثناه منك أبي الزعيم قد تشقق وتكسر إلى ألف قطعة.. ولم يصمد لنا رباطاً أو وحدة في شئٍ منذ أن فارقتنا.. حتى نحن اشقاؤك الإتحادين قد تقرقنا أيدي سبأ.. وليس لدينا مايبين أو يعبر عن حالنا الآن... إلا ما خطه شهيد المنافي الشريف حسين الهندي في ذكرى رحيلك المر بعد عشرة سنوات.. وكأنه كتب تلك الرسالة بالأمس القريب.. أو كأنه كتبها الساعة .
فالبلاد الآن في محنةٍ وفي أمرٍ أخطر من الحرب التي تدور رحاها الآن.. والتي يثبت فيها ثلة أخيار صادقين ومخلصين.. وهم فرسان قواتنا المسلحة والمستنفرين.. فقد تكشّف المشهد عن الرسم والتخطيط الذي وضعته الأيادي الآثمة والعدوان الخبيث ببدء تقسيم البلاد بصورة عملية.. ويتضح ذلك بجهات دولية تلعب على المكشوف وتحت شمس النهار وعلى مرآى ومسمع من العالم أجمعه.. هؤلاء لا تجمعهم نخوة ولا يجمعهم سلام.. ولكنها المصالح والاطماع.. ذلك العالم الذي كنا نرجوا منه أن يقوم بالدور القانوني الصادق غير انه لعب دور المتفرج والمتغابي.. فكيف لا وهو يتفرج على فلسطين لعقود من القتل والدمار.. ويتفرجون على دولٍ أخرى ظُلمت وتقسمت وأُبيدت وأستبيحت.
وليس لنا طريق لمجابهة ذلك إلا بتوحيد وتقوية الجبهة الداخلية بكل كياناتها ومكوناتها بمزيدٍ من التماسك والتعاضد.. وهنا يكون السند والإسناد والتفويض الكامل والشامل لقواتنا المسلحة والإنصهار بكل الواننا وأحزابنا وقبائلنا وكل الاجسام في جسد سوداني واحد وخالص لمواجهة هذا العدوان العالمي والإقليمي على بلادنا.. فلا مجال الآن للمحاصصة.. اوالضغوط أو الاسترزاق باسم الوطن.. ولا مكان للمجاملات أو ممارسة الإبتزاز بالمطالب أو المكاسب الوظيفية.. وليس هنالك وقت للتكدس أو إشغال قيادة البلد بمطالب تعجيزية.
الساعة الآن للوطن.. والساعة للأرض ولمعركة الكرامة .. فنحن الآن أمام خيارٍ أخير.. نكون أولا نكون.. لا للمكونات المصلحية التي لا حصر لها.. والأجسام التي لا عد لها.. وطالبي السلطة الذين يأتون تارة بالقبيلة وتارة بالجهة وتارة بالسلاح.. يجب أن يكون المقياس الحقيقي هو التواجد و الاسناد في أرض المعركة.. علينا مراعاة المأزومين والمنكوبين واللاجئين والنازحين ومساعدتهم.. عليكم أيها القائمين عل أمر وطننا الجريح أن تضربوا بيد من حديد كل خائن وعميل.. وأن تضاعفوا جهودكم من اجل الوطن وحمايته ولا تنظروا للامور السالبة و المعطِلة والباهتة والتي لا تعدو سوى ضياع الجهد والوقت والمال.. والاهتمام وتحريك السياسات الخارجية وأن تكون مواقفنا منها واضح وضوح الشمس.. وأن نقسم العالم بأسره إلى قسمين.. أبيض وأسود.. إما معنا أو ضدنا.. ولا مكان هنا للون الرمادي بحجة الدبلوماسية التي أفقدتنا الكثير.
لا تزال الفرصة أمامكم.. وقضية الوطن واضحة وضوع الشمس.. أتركوا كل شئ.. ولنتوجه جميعنا صوب وحدة شاملة للسودانين.. خلف جيشهم الواحد وقياداته الراكزة.. اللهم احفظ البلاد والعباد وأنصر قواتنا المسلحة السودانية الظافرة المنتصرة بإذن الله تعالى.
د. علي الشريف عمر الهندي
نائب الأمين العام للحزب الإتحادي الديمقراطي