رؤية جديدة السودان

رؤية جديدة السودان

قناة رؤية جديدة
أهم الأخبار

د. ”عصام البشير”: في وداع سراج الدعوة المصلح الثائر من طبيب الأبدان الي طب الأوطان د .الفاتح حسنين

نعي إلي الناعي رحيل الطود الأشم د الفاتح حسنين بعد عودتي من زيارة ضريح المفكر المجدد علي عزت بي كوفيتش بسراييفو تلك المدينة التي أزورها هذه الايام لنشاط دعوي مع أئمة مسلمي أوروبا.

لنشهد ثمار غرسه المبارك، وقطوفه الدانيه، فاحتشدت في ذهني تلك السيرة العطرة لدكتور الفاتح العامرة بجلائل الأعمال، والتضحيات العظام، والعطاء المبرور الذي امتد في أصقاع أوروبا الشرقية ودول البلقان وخاصة البوسنة والهرسك، مجددا طاقات أبنائها، ومحركا لعزائمهم بحثا عن الذات وسعيا للتحرر والاستقلال وبناء الهوية، فأنشأ المؤسسات وأعد القيادات واستنهض الهمم، وأسهم بدور عز نظيره علي الصعد كافة.

وكان المستشار المؤتمن والناصح الأمين للدكتور علي عزت، ونهض في خدمة القران والتراث الفكري تأليفا وترجمة، ونشرا، وناصر المستضعفين من أمته، وكان اتصاله بالزعيم التركي في أول عهد الطلب وتأثيره فيه محل برووفاء عند أورودقان الذي كان يعرف للرجل قدره ومقداره.

وأما العمل الخيري الانساني فكان صاحب صولات وجولات ،يخفف وطأة المكلومين وأنات المضطهدين وزفرات المحزونين.

أما الفاتح الانسان فقد كان جامعا لخصال الخير والإحسان.موطأ الأكناف،خفيض الجناح يألف ويؤلف، دمث الخلق ،باسم الثغر كريم النفس ،سخي العطاء،صافي القلب نقي السريرة، عالي الهمة ،مترفعا عن الصغائر،يحب معالي الامور، ويكره سفسافها، عازفا عن الدنيا وزخرفها.

عاش لدينه وأمته وغدا هم دعوته مصبحه وممساه، وغدوه ورواحه، شكل نقطة جذب والتقاء الناس حوله يبادلهم حبا بحب ووفاء بوفاء، ثاويا يحمل الهموم كبيرها وصغيرها رغم وطأة المرض وثقل المعاناة مثل امتدادا لجيل العمالقة من الدعاة المعاصرين.

رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وتقبله في الصالحين وأنزله منازل الأبرار وأخلفه وذريته ودعوته والأمة خيرا

وإنا لله وإنا إليه راجعون

اللهم نور مرقده وطيب مضحعه وعطر مشهده وآنس وحشته وارحم غربته ويمن كتابه ويسر حسابه وأنزل السكينة علي أسرته.

موضوعات متعلقة