موسكو تحشد الدعم للسودان ضد “مؤامرة دولية” وشيكة

أكدت الحكومة الروسية موقفها الرافض لما وصفته بمحاولات فرض التوجهات الاستعمارية الجديدة على السودان عبر آليات دولية تسعى بعض القوى الغربية إلى تمريرها داخل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة
جاء ذلك خلال استقبال نائب وزير خارجية الاتحاد الروسي، سيرجي فيرشينين، لسفير جمهورية السودان لدى موسكو، السفير محمد السراج، امس الأربعاء في العاصمة الروسية
وركز اللقاء بين الجانبين على استعراض الجهود الدولية المبذولة لحل الأزمة في السودان، خاصة عبر القنوات التابعة للأمم المتحدة. وأوضح فيرشينين أن موسكو، بصفتها عضوا دائماً في مجلس الأمن، ستقف بحزم ضد أية محاولات لتدويل الأزمة السودانية بطرق تفرض أجندات استعمارية تخالف إرادة الشعب السوداني
كما شدد على أن روسيا ترى في هذه المحاولات الغربية تهديدًا حقيقيًا للسيادة الوطنية السودانية واستقلال قراره السياسي، مؤكداً أن موسكو ستظل صوتًا داعمًا للحق السوداني داخل أروقة مجلس الأمن
من جانب آخر، أعرب فيرشينين عن دعم موسكو الكامل للتحركات السياسية الجارية في مدينة بورتسودان، الهادفة إلى تحويل الصراع الحالي إلى مسار سلمي، وتوفير أرضية آمنة لانطلاق حوار وطني جامع يضم كل القوى السياسية والمجموعات العرقية والدينية المؤثرة في البلاد
وأكد المسؤول الروسي أن دعم السودان في هذه المرحلة الحساسة يتطلب احترام خياراته الداخلية، لا فرض حلول فوقية عبر تدخلات دولية تتجاهل تعقيدات المشهد السوداني وخصوصياته السياسية والاجتماعية
ويعكس اللقاء اتساع دائرة التفاعل الروسي مع الشأن السوداني، في وقت تسعى فيه بعض القوى الغربية إلى الدفع بمقترحات داخل مجلس الأمن، تتضمن تشكيل بعثات مراقبة أو لجان تدخل دولية، وهو ما تعتبره روسيا انتهاكاً صارخاً لسيادة السودان
ويرى مراقبون أن روسيا تسعى من خلال هذا الموقف إلى ترسيخ نفوذها في القارة الإفريقية عبر تبني مواقف داعمة للحكومات الوطنية، ضد ما تسميه التدخلات الغربية المغلّفة بمشاريع “التحول الديمقراطي” التي كثيراً ما تُستخدم كوسيلة لفرض السيطرة السياسية والاقتصادية على الدول النامية