القصر الجمهوري... عودة ذاكرة الوطن

سيظل فجر الجمعة الماضي والذي وافق الثاني والعشرين من مارس فجرا عظيما ليوم تاريخي من ايام الله الخالدات بفضل بسالة قواتنا المسلحة وهي تعلن للكافة تحرير منطقة وسط الخرطوم الإستراتيجية وعلى رأسها رمز السيادة الوطنية (القصر الجمهوري) عنوة وإقتدارا معيدة للأذهان بطولات الشعب باسترداد كرامته من الخونة المحتلين؛ فبإسترداد وتحرير القصر الجمهوري من عناصر مليشيا الدعم السريع تفتح البلاد مرحلة جديدة عنوانها عودة ذاكرة الوطن السياسية والسيادية.. نترك السطور القادمات تحدثنا عن نشأته ومكوناته ومحتواه ورمزيته
القصر القديم... «قصر غوردون»
يوثق التاريخ لبناء القصر الرئاسي انه بني أول مرة عام 1832 من الطين والطوب الذي جلب من بقايا آثار مدينة سوبا عاصمة مملكة علوة القديمة، وأطلق عليه وقتها اسم «سرايا الحكمدار»، ثم «سرايا الحاكم العام»، بعد مجيء الجنرال تشارلز غوردن الحاكم البريطاني في العهد التركي حيث أعاد بناءه لطراز حديث وقتها قبل اغتياله بيد أنصار الثورة المهدية على سلم القصر عام 1885م. كما شهد أول القصر احتفال باستقلال البلاد، ورفع الرئيس إسماعيل الأزهري، أول رئيس سوداني، علم الاستقلال على ساريته، وأنزل علمي الإدارة الثنائية «المصري والبريطاني» في الأول من يناير 1956
ثم عرف بـ«القصر الجمهوري» بعد استقلال السودان، تماهياً مع تسميات مقار الرؤساء في بلدان العالم
▪️القصر الجديد... الفخامة تتحدث
في السادس والعشرين من يناير 2015، افتتح الرئيس السابق عمر البشير قصره الجديد، وانتقلت إدارة الحكم من القصر الجمهوري القديم (قصر غوردن باشا) إلى المبنى «الصيني» الفخيم والجديد.
ويتكون المبنى الجديد من 3 طوابق، خصص الأعلى منها مكتباً رئاسياً، والثاني لنواب الرئيس، و10 قاعات اجتماعات، و7 صالات استقبال، فضلاً عن المكاتب الإدارية والتحكم والإعلام، بالمبنى موقف للسيارات في الطابق تحت الأرضي «بدروم»، إضافة إلى 14 مصعداً.
▪️القصر.. فخامة المبنى وتعدد المعنى
حمل القصر عدة أسماء خلال الفترات التاريخية المختلفة، وفقًا للحقبة التي كان فيها السودان تحت حكم معين.... ابرزها:
= سراي الحكمدار
خلال فترة الحكم التركي المصري (1821-1885)، كان مقر الحاكم العام يُعرف بالسراي أو سراي الحكمدار.
= قصر الحاكم العام
أثناء الحكم البريطاني (1899-1956)، كان القصر مقرًا للحاكم العام البريطاني في السودان.
= القصر الجمهوري
بعد استقلال السودان في 1956، أصبح رسميًا يُعرف باسم القصر الجمهوري كمقر لرئيس الدولة.
= بيت الضيافة
كان يُطلق على بعض المباني الملحقة بالقصر والتي كانت تُستخدم لاستقبال الوفود الرسمية وكبار الضيوف.
▪️مدافع القصر... كرري تحدث عن رجال
يضم القصر الجمهوري مجموعة من المدافع التاريخية التي استخدمت خلال الفترات المختلفة من تاريخ السودان، سواء في العهود الاستعمارية أو بعد الاستقلال. هذه المدافع تحمل رمزية عسكرية وتاريخية كبيرة.ومن أشهر المدافع في القصر الجمهوري ومتحفه:
= مدفع التحية الرئاسية – يستخدم في المناسبات الوطنية الكبيرة مثل الاستقلال وتنصيب الرؤساء، حيث يتم إطلاق طلقات تحية رمزية.
= مدافع الحقبة التركية (القرن 19) – مدافع أثرية تعود إلى فترة الحكم التركي المصري (1821-1885)، وكانت تُستخدم في الحاميات العسكرية آنذاك.
= مدافع بريطانية من الحقبة الاستعمارية – بقايا المدفعية التي استخدمتها القوات البريطانية خلال فترة الحكم الثنائي (1899-1956).
= مدفع ميدان سوداني – من المدافع التي استخدمها الجيش السوداني بعد الاستقلال، وهو رمز للقوة العسكرية السودانية.
= مدافع من فترة المهدية – يعتقد أن بعضها كان يستخدم في المعارك التي خاضها جيش المهدي ضد القوات الاستعمارية.
▪️سيارات القصر... بين الفخامة والمواكبة
متحف القصر الجمهوري السوداني يضم مجموعة مميزة من السيارات الرئاسية التي استخدمها رؤساء السودان منذ الاستقلال. هذه السيارات تعكس التطور التاريخي والفخامة التي كانت تميز المواكب الرئاسية. من بين أبرزها:
= رولز رويس فانتوم V – سيارة فاخرة استخدمت في مواكب الرؤساء الرسميين، وهي واحدة من أفخم السيارات البريطانية.
= مرسيدس بنز 600 بولمان – سيارة رسمية استخدمت في فترات مختلفة من الحكم، وتتميز بحجمها الكبير ومواصفاتها الأمنية العالية.
= كاديلاك فليتوود – استخدمت في مواكب الرؤساء خلال زيارات رسمية ومناسبات خاصة.
= لينكولن كونتيننتال – إحدى السيارات التي تعود إلى فترة السبعينيات وكانت مخصصة للتنقل الرئاسي.
= بيجو 504 – استخدمت خلال بعض الفترات كسيارة رئاسية نظرًا لصلابتها واعتماديتها.
= تويوتا لاند كروزر مصفحة – استخدمت في الفترات الحديثة لأغراض أمنية.
= سيارات عسكرية جيب ولاند روفر – كانت جزءًا من المواكب الرئاسية عند زيارة المناطق النائية أو الأحداث العسكرية.
▪️ المقتنيات التاريخية... توثيق شاخص لكل الحقب
يحتوي القصر الجمهوري السوداني على العديد من المقتنيات التاريخية التي تعكس الفترات المختلفة التي مر بها السودان، سواء خلال الاستعمار أو بعد الاستقلال. من بين أبرز هذه المقتنيات:
= الأثاث العتيق – يضم القصر قطع أثاث فاخرة تعود إلى فترة الاستعمار البريطاني، وبعضها كان مستخدمًا من قبل الحكام العامين للسودان.
= الصور والوثائق التاريخية – توجد صور نادرة لحكام السودان السابقين، ووثائق رسمية تتعلق بالاستقلال وإدارات الحكم المختلفة.
= العلم الأول للسودان المستقل – يُعتقد أن أحد النسخ الأصلية لأول علم سوداني بعد الاستقلال محفوظ داخل القصر.
= هدايا دبلوماسية – القصر يضم مجموعة من الهدايا المقدمة من زعماء وقادة دول أخرى على مر العقود.
= مقتنيات الحاكم العام البريطاني – بعض المتعلقات الشخصية التي استخدمها الحكام العامون البريطانيون، مثل الأختام والمخطوطات الإدارية.
= مكتب إسماعيل الأزهري – يُقال إن المكتب الذي استخدمه أول رئيس سوداني بعد الاستقلال لا يزال موجودًا داخل القصر.
= مدفع أثري – كان يستخدم في المناسبات الرسمية ويُعتقد أنه يعود لفترة الحكم التركي المصري.
= قاعة المجلس السيادي – تحتوي على طاولة الاجتماعات الأصلية التي شهدت اتخاذ قرارات سياسية هامة منذ الاستقلال.
▪️الهدايا الدبلوماسية.. مرآة عاكسة لتنوع العلاقات السودانية
يضم متحف القصر الجمهوري العديد من الهدايا الدبلوماسية التي تلقاها رؤساء السودان على مدار العقود، والتي تعكس التنوع الثقافي والدبلوماسي للعلاقات السودانية مع دول العالم. إليك مزيدًا من التفاصيل حول بعض أبرز الهدايا المعروضة:
= سيف مذهب من السعودية – هدية مقدمة من أحد ملوك السعودية، يرمز للعلاقات الوثيقة بين البلدين.
= درع ذهبي من دولة الإمارات – قُدم في إحدى الزيارات الرسمية تكريمًا للعلاقات الثنائية بين السودان والإمارات.
= سجاد فاخر من إيران وتركيا – منسوج يدويًا بمهارة عالية، ويُستخدم في بعض المناسبات الرسمية.
= تمثال برونزي لفيل من الهند – هدية تعبر عن التقدير الثقافي بين البلدين، حيث يُعتبر الفيل رمزًا للحكمة والقوة في الثقافة الهندية.
= عملات وميداليات نادرة من الصين وروسيا – أهديت في مناسبات دبلوماسية مختلفة، ومنها عملات تذكارية توثق أحداثًا تاريخية.
= مخطوطات دينية قديمة من الأزهر الشريف – هدية مصرية ذات قيمة تاريخية ودينية كبيرة.
= نموذج لسفينة تقليدية من إندونيسيا – يمثل التراث البحري الإندونيسي ويعكس العلاقات الثقافية بين البلدين.
= درع تذكاري من الاتحاد الأفريقي – قُدم تكريمًا لدور السودان في القضايا الأفريقية.