د. ”الرشيد محمد إبراهيم” يكتب: الشرك ٢- ٧ تفاوض أم مساومة؟!

د. الرشيد محمد إبراهيم
أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية
ضجت الاسافير بتصريحات المبعوث الأمريكي الخاص الي السودان ومن بعده حديث وزير الخارجية بلنكن تتنوع وتتعدد التصريحات ولكن يظل مضمونها واحد وهو ان أمريكا سيدة العالم فجأة ووفق مقدمة ابن خلدون تبدي مرونة وتنازل كبير لدرجة الاستغراب ولو ادي ذلك للمجازفة بحياة بعض العملاء والماجورين في سبيل جذب وجر الحكومة السودانية الي مفاوضات جنيف مما خلق حالة من الإبهام وارباك الألباب اولا ثم انقسام الاراء تجاه الإغراء الأمريكي بين راغب ومؤمل ومستحيب لدعوة التفاوض واخر ممانع ومشكك في مبررات ومسوغات وتنازلات الجانب الأمريكي التي سخت وشملت الاعتراف بالسيادة والبيادة.
حديث توم بريلو المبعوث الامريكي الخاص تفهم في سياق تحسين طعم الشرك فعينه على الشرك وسمعه مع الضحية وفي سبيل ذلك يمكن أن نسمع كثير ومزيد من التنازلات والتصريحات الإيجابية وذلك لسبب جوهري ومفصلي ان مهمة المبعوث الأمريكي هو ابرام صفقة تحقق المصلحة الأمريكية وليس مصلحة السودان. وازعم ان المبعوث سيتطور ولو ادي ذلك للمجازفة بالتضحية ببعض العملاء والمصالح الانية.
الهدف الرئيسي لهذه التصريحات هو.
منع توجه السودان شرقا وخلق تحالف استراتيجي مع روسيا والصين وتركيا وقطر.
قطع الطريق علي انتصارات الجيش التي أصبحت حتمية وترى بالعين المجردة ووقف العمليات العسكرية من بلوغ هدفها النهائي واجتثاث المليشيا من جذورها.
. لا تحتمل الرباعية ان تنتهي حرب السودان على شعارات المقاومة الشعبية المسلحة فتلك نهاية تبعث على الجنون وعصية على الاحتمال لما لها من أثر سياسي على مستقبل السودان.
حديث الصياد قبل دخول الفريسة الي الفخ يختلف ١٨٠ درجة بعد السقوط في الفخ وسينصرف الحديث والاهتمام الي طريقة الطبخ والذوق الغالب فيها هو الشواء وطريقة التقطيع والاحتفاء بالوليمة.
تجارب الحكومات السودانية المختلفة مع الادارات الأمريكية المتعاقبة تؤكد ذلك ولا تغري حتى بشرف المحاولة.
نيفاشا
رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب.
شيفرون
كلها تشير إلى شي واحد هو عدم الوفاء بالتعهدات السابقة واللاحقة وتروق عنها كما يروق الثعلب.
ما ذكره توم بريلو واعترافه بأن مليشيا الدعم الصريع لها تاريخ طويل من جرائم الحرب وانها قتلت وسرقت ونهبت حتى مواد الإغاثة التي ترسلها المنظمات الاممية وبالتالي ليس لها مستقبل في السودان هذا الحديث ان كان صادقا فهو كفيل بنسف فكرة تفاوض جنيف من أساسها وكافي لتصنيف المليشيا جماعة إرهابية وتحويل ملفها الي المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي وليس مكافأة الدعم الصريع ودعوته الي التفاوض واعتباره طرفا للسلام وهو كارثة الحرب وما حدث للسودان وأهله.
ان كان بريلو وبلنكن وامريكا صادقين فاعترافاتهم كانت ستهديهم الي اتخاذ موقف مغاير لما هم فيه الآن ولاعلنوا ان ما قامت به مليشيا الجنجويد هو تمرد على الدولة وسلطانها والا فكيف يتم الجمع بين الاعتراف بشرعية الحكومة وسلبها حق فرض سيادتها على أرضها.
واضح ان التصريحات والتنازلات والاعترافات والمرونة هي لاغراض الوقوع في الشرك وان أمريكا على لسان ممثليها لا تعني ما تقول وحينها لن تفلح الفرفرة الا ويزداد الشرك استحكاما على جسد الفريسة وسيتحول حديث الغول الأمريكي وقتها الي لغة الجسد ولا اقول سم الخياط.
هذه المعركة سماها الشعب معركة الكرامة وليس المهانة فهل الذهاب إلى التفاوض في جنيف في توقبتكم هذا في بلدكم هذا في وضعكم وأطراف وساطتكم هذا سيحقق كرامة الشعب ام يقودنا للمهانة رغم التضحيات الجسام والامال العراض التي علقت امام استار و أسوار القيادة العامة للجيش السوداني.